كيف يمكن لاستقلالية قادة الجيش الأمريكي الجديدة أن تسبب صداعاً لترامب؟

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
كيف يمكن لاستقلالية قادة الجيش الأمريكي الجديدة أن تسبب صداعاً لترامب؟
Credit: Win McNamee/Getty Images

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أوضح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه يعتزم إعطاء قياداته مزيداً من السلطة القيادية عندما يتعلق الأمر بتنفيذ حملات عسكرية، إلا أن هذه الحرية قد تُعقّد رسائل البيت الأبيض حول مجالات السياسة الرئيسية.

إذ قال ترامب في وقت سابق من هذا الشهر، واصفاً سياسته المتمثلة في إعطاء قادة ساحة المعركة حرية أكبر مما فعلته إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما: "ما أقوم به هو تخويل السلطة لجيشي."

فالقادة العسكريون في العراق وأفغانستان وفي أماكن أخرى يتمتعون بالفعل بسلطة القيام بكل ما يرونه ضرورياً، وهو ما أكده مؤخراً وزير الدفاع، جيمس ماتيس.

وقال ماتيس للصحفيين في تل أبيب: "عندما تكون في صراع، عليك أن تترك المبادرة في أيدي أولئك الذين تعتبرهم مؤهلين لاستخدام الصلاحيات التي تمنحهم إياها."

00:43
شاهد ما يحدث عندما تنفجر “أم القنابل”

وكان الجنرال جون نيكولسون، وهو الجنرال الأمريكي الأعلى رتبة في أفغانستان، يتمتع بسلطة كاملة لاستخدام "Massiv Ordinance Air Blast"، وهي أقوى قنبلة غير نووية، تُعرف باسم "أم القنابل"، ضد مقاتلي "داعش" هناك.

وكان لدى نيكولسون القنبلة في حوزته، وسلطة استخدامها مُنحت له من قبل سلسلة قيادته خلال الإدارة السابقة. لم يكن عليه أن يخبر أحداً أو يحصل على إذن من أي شخص لإسقاطها.

ولكن في حين أن جنرالات وأدميرالات ترامب لديهم السلطة لاتخاذ هذه القرارات، إلا أنه بدأ يتجلى أن تلك القرارات نفسها يمكن أن يكون لها تأثير ثانوي، مما قد يخلق انفصالاً بين رسائل الإدارة والأعمال العسكرية على الأرض.

والأثر الآخر الذي يذكره قادة ساحة المعركة الآن، وفقا لعدة مسؤولين أمريكيين، هو أن هناك حاجة إلى الوعي بأن ما يحدث في مجالات اهتمامهم يمكن أن يكون له تأثير على المسرح العالمي، وهم بحاجة إلى أن يأخذوا ذلك في عين الاعتبار.

وصرّح جون كيربي، المحلل العسكري والدبلوماسي لشبكة CNN، الجمعة: "إنهم بدأوا يدركون أيضا أنه عندما يتخذون هذه القرارات، هناك أيضاً آثار أكبر يجب أن يكونوا على دراية بها."

وبعد فترة وجيزة من إسقاط "أم القنابل"، عقد نيكولسون مؤتمراً صحفياً أكد فيه أن قرار استخدام السلاح كان تكتيكياً ولا يمثل رسالة إلى أي خصم أمريكي محتمل آخر، سواء كان كوريا الشمالية أو غيرها.

إلا أن تعليقاته جاءت قبل أيام مما قد يترجمه البعض على أنه ربط نائب الرئيس، مايك بينس، بين الضربة مع الأحداث الجيوسياسية الأخرى، وذلك بسبب التصريحات التي أدلى بها في الوقت الذي ظهر فيه مع رئيس كوريا الجنوبية المؤقت، هوانج كيو-اهن.

إذ قال بينس: "لقد شهد العالم قوة وعزم رئيسنا الجديد عبر الإجراءات التي اتخذت في سوريا وأفغانستان. يُستحسن لكوريا الشمالية ألا تتحدى عزمه أو قوة قوات أمريكا المسلحة في هذه المنطقة."