جدل في مصر بعد إقامة "صلاة الجمعة" رغم التحذيرات حول انتشار فيروس كورونا

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
جدل في مصر بعد إقامة "صلاة الجمعة"
Credit: KHALED DESOUKI/AFP via Getty Images

القاهرة، مصر (CNN)-- أثارت إقامة صلاة الجمعة في مصر، رغم التحذيرات والمطالبات الحكومية بالبقاء في المنازل بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، جدلًا كبيرًا، حيث طالب برلمانيون ودعاة وقانونيون بإلغائها للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. 

وألقى فيه وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، خطبة صلاة الجمعة بمسجد مبنى الإذاعة والتليفزيون، وحث خلالها على ضرورة الاستماع للتعليمات والنصائح التي يوجها المسؤولين للتصدي لانتشار فيروس كورونا مع مطالبته المصلين بعدم المصافحة أو المعانقة عقب الصلاة.

وأصدرت الحكومة المصرية على مدار الأسبوع الماضي قرارات عديدة ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، جاء أبرزها تعليق الدراسة لمدة أسبوعين، وتعليق جميع الفعاليات التي تتضمن أي تجمعات كبيرة من المواطنين، أو تلك التي تتضمن انتقال المواطنين بين المحافظات بتجمعات كبيرة، لحين إشعار آخر، كما قررت منذ ساعات إغلاق جميع المنشآت منذ السادسة مساءً بالتوقيت المحلي حتى السادسة صباحاً.

وقبل ساعات من صلاة الجمعة، دعت شخصيات عامة إلى تضمين إلغاء صلاة الجمعة ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، خوفاً من انتشاره بين تجمعات المصلين، خاصة وأن بعض الدول الإسلامية اتخذت خطوات مماثلة منها السعودية التي علقت صلاة الجماعة والجمعة في كافة أنحاء البلاد، باستثناء الحرمين الشريفين.

في المقابل أصدرت وزارة الأوقاف بياناً رسمياً، أكدت فيه أنه "لا حرج على الإطلاق على من الأخذ بالرخصة في عدم حضور الجمعة وصلاة الجماعة، وذلك في ظل الظروف الراهنة والإجراءات المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا، كما أكدت على جميع المصابين بنزلات البرد ونحوها "تجنب الذهاب إلى المسجد في هذه الأيام تحرزًا، أما المصاب بالفيروس فلا يجوز له الذهاب إلى المسجد أصلًا، لما يترتب على ذهابه من ضرر بالغ، علاوة على ذلك قصرت مدة الخطبة بحيث لا تزيد عن 15 دقيقة"، غير أن البيان لم يتضمن أي إلغاء للصلاة في المساجد.

وبينما ألقى وزير الأوقاف خطبة الجمعة بأحد المساجد، تم وضع جهاز للكشف عن درجات حرارة المصلين على باب المسجد، ودارت الخطبة حول الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ووجوب طاعة ولي الأمر.

من جانبه كشف عضو مجلس النواب محمد أبو حامد، عن تقدمه ببيان لمكتب رئيس الوزراء يطالب فيه باتخاذ قرار بتعليق صلاة الجمعة والجماعة بالمساجد، والتجمعات الدينية بشكل عام مثل الزوايا ودور المناسبات لمواجهة انتشار فيروس كورونا خاصة وأن "البلاد ستدخل في أسبوعين الحسم فإما السيطرة عليه أو الدخول في سيناريوهات أخرى"، على حد وصفه.

وأشار أبو حامد في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إلى الإجراءات الاحترازية المماثلة التي اتخذتها دول إسلامية، قائلا: "دولة مثل ماليزيا اكتشفت بؤرة مكونة من 190 شخصا مصاب بفيروس كورونا بسبب تجمع ديني، وفى المملكة العربية السعودية تم تعليق صلاة الجماعة في الحرمين المكي و النبوي، وأيضا دولة الكويت".

ولفت عضو مجلس النواب المصري، إلى أن "الحفاظ على النفس من الضروريات الخمس التي تحرص عليها أي شريعة، فأي شعيرة تعرض النفس البشرية للخطر يجوز تعليقها".

فيما اقترح الداعية الإسلامي خالد الجندي، إغلاق دور العبادة مثل المساجد والكنائس أسوة بالمقاهي والمسارح والمولات التجارية ووقف أي تجمعات، متابعاً بالقول: "نريد حالياً بيوتاً نختبئ فيها لوقف انتشار الفيروس فالأمر أصبح أكبر من قدرة الحكومات".

غير إنه علق على إقامة صلاة الجمعة اليوم، في حديثه لـCNN بالعربية قائلا:" الأولوية للقرار تعود للدولة والقانون والحكومة وليس من اللائق أن يتدخل أحد في هذا الشأن ويربك الأمور، لعل هناك أسباب نحن لا نراها تتمثل في عدم اتخاذ القرار حتى الآن".

وبحسب الإحصائيات الرسمية في مصر، فقد سجلت وزارة الصحة المصرية 256 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، و7 حالات وفاة، فيما أعلنت السلطات تعافي 32 شخصًا من المصابين بالمرض.

وعطلت الحكومة المصرية العمل بالمدارس والجامعات، وأوقفت حركة الطيران لمدة أسبوعين، في إطار إجراءات مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

 

نشر