اختبار مبكّر لرئاسة بايدن.. كيف سيتعامل مع الصين بعد انقلاب ميانمار ودورها هناك؟

العالم
نشر
3 دقائق قراءة

(CNN)-- عبّر متظاهرون عن مخاوفهم أمام سفارة الصين في ميانمار، أو بورما سابقاً، من أن الصين تدعم الانقلاب العسكري هناك، ويثبت هذا الانقلاب أنه اختبار مبكر للرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقدرته على التأثير في أكبر أعدائه في السياسة الخارجية، الصين.

ودعا الرئيس الأمريكي في خطاب له جيش ميانمار إلى "أن يتخلى عن السلطة التي استولى عليها"، في حين أيدت دول صديقة دعوة بايدن. لكن الصين وروسيا منعتا تحرك الأمم المتحدة للتنديد بجيش ميانمار، ولا تؤيدان حتى الآن عقوبات بايدن على الجيش.

كما أن للصين حصة جيواستراتيجية كبيرة في ميانمار، إذ يقول نائب مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش، فيل روبرتسون، أن ما تريده الصين حقاً هو الوصول إلى الميناء الدافئ، المحيط الهندي.

في السنوات الأخيرة، أبرمت الصين صفقات تطوير مع كل من الجيش والقائدة المعزولة أونغ سان سو كي، بما في ذلك خطط لبناء خط قطار يربط أراضي الصين الواقعة غربًا إلى المحيط الهندي، واتفاقية تطوير ميناء المحيط الهندي إلى مركز شحن مزدحم. ومع الانقلاب العسكري الذي شهدته ميانمار، فإن الصين لا تريد الاصطفاف مع أحد الجانبين، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، إن "الصين جارة ميانمار الصديقة، نأمل أن تتمكن جميع الأطراف في ميانمار من إدارة خلافاتها بشكل صحيح استناداً على الدستور وإطار العمل القانوني".

يأتي موقف الصين هذا رغم كون أونغ سان سو كي شريكاً تجارياً أسهل من جيش ميانمار، حيث أكّد المؤلف والأستاذ المساعد في جامعة هونغ كونغ، إنزي هان، أن تجربة الصين في "العمل مع الجيش في العقود الماضية تشير إلى أنه لا يمكن التنبؤ بالجيش". رغم ذلك، فإن جيش ميانمار هو الرابح الأكبر إذا أبقى الصين سعيدة.

إذ زعم تقرير للأمم المتحدة أن عسكريين اقترفوا فظائع في حملتهم ضد مسلمي الروهينغا قبل أربع سنوات، مطالباً بتوجيه تهم جنائية لقياديين بارزين. من جانبه، نفى الجيش المدعوم من قبل أونغ سان سو كي مرارًا وتكرارًا أنه هاجم عمدًا الروهينغا العزل.

في الجانب الآخر، يخطط الرئيس الأمريكي بايدن إلى العمل مع الشركاء "لدعم استعادة الديمقراطية وسيادة القانون وفرض عقوبات على المسؤولين"، لكن السؤال هو، هل يستطيع بايدن تجاوز نفوذ الصين في ساحتها الخلفية؟

نشر